Adsene كود الاعلانات google analytic 26/09/2025 الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة

 

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة




مقدمة:
يشهد العالم اليوم تغيرات هائلة ، بما في ذلك معظم مجالات الحياة ، والتغيرات في العالم اليوم لا تقتصر على التقدم التكنولوجي الذي نعجب به ونقدره للتقدم الهائل وتطور التكنولوجيا الحديثة في الغرب. ، أدت التطورات التكنولوجية الكبيرة إلى تغييرات في جميع مجالات الحياة ومرافقها ، بما في ذلك الحياة الاجتماعية والتنشئة الأسرية. التقدم الذي حدث له جوانب إيجابية لا يمكن لأحد أن ينكرها أو ينكرها لوجودها وأهميتها في الحياة اليومية ، ولكن هناك أيضًا جوانب سلبية ، بدأت آثارها تظهر الآن ، حتى في النواحي الصغيرة ، لكنها تنذر بوجود أعظم. المخاطر والمشاكل التي تمر دون أن يلاحظها أحد. من أهم مظاهر التغيرات التي تواجه العالم اليوم تأثير العولمة على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ، سواء على المستوى الفردي داخل الأسرة أو على مستوى المجتمع ككل.

تبدأ معايير المجتمعات وتطورها من بداية تربية وتنشئة الطفل؛ فالأطفال هم رجال الغد وبهم ينمو المجتمع ويتقدم.

  تتطلب تربية الطفل وتنشئته تنشئة سليمة، الفهم الكامل لكافة الحقائق المتعلقة بالمراحل العمرية التي يعيشها في كافة نواحي الحياة، فالتنشئة الاجتماعية من اهم العمليات التي يمر بها الفرد في تكوين شخصيته؛ فيتم فيها عملية التفاعل الاجتماعي التي تعدل سلوك الفرد بما يتفق مع ثقافة مجتمعه، وبذلك تساهم التنشئة الاجتماعية في بناء الانسان، وتشكيل الأسرة، وبالتالي تكوين المجتمع وبناء حضارته.

ومن أعظم المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمعات، وتشكل عائق أمامها في تحقيق التنشئة الاجتماعية لأجيالها، هي العولمة والتكنولوجيا التي غزت العالم بأكمله.

إن وجود أجهزة الاتصال الحديثة والتكنولوجيا الهائلة التي تحتويها ، وأجهزة الإنترنت والفضائيات بمختلف أبعادها واتجاهاتها ، يمثل أحيانًا تحديًا أكثر عمومية وشمولية للأسرة ، وخاصة للمجتمع ككل. يتم استخدامها ، من يراقبها ، هل من الضروري مراقبتهم وكيفية القيام بذلك وغيرها من الأسئلة من جميع الأنواع التي تتعامل مباشرة مع هذه القضية الحيوية في حياتنا اليوم ، لأنها تضع علم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ، فقط لما لها من جوانب إيجابية ومفيدة كبيرة ، لها آثار خطيرة بنفس القدر على هذه العملية الأساسية في الحياة الشخصية والاجتماعية.



ما هي العولمة؟

ما هي العولمة؟

العولمة هي عملية تزايد الترابط والتكامل بين دول العالم المختلفة على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والسياسية. تعني أن العالم أصبح "قرية صغيرة" حيث تتبادل الدول المعلومات، السلع، الأفكار، والتكنولوجيا بشكل أسرع وأسهل من أي وقت مضى.


أهم خصائص العولمة:

  • الاقتصادية: تحرير التجارة وتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات عبر الحدود.

  • الثقافية: انتشار الأفكار والعادات والتقاليد عبر وسائل الإعلام والاتصال.

  • التكنولوجية: التطور السريع في وسائل الاتصالات والنقل التي تجعل العالم أكثر قربًا.

  • السياسية: التعاون الدولي والمنظمات العالمية التي تؤثر في السياسات المحلية.


تأثيرات العولمة:

  • إيجابية مثل النمو الاقتصادي، تحسين مستوى المعيشة، ونقل التكنولوجيا.

  • سلبية مثل زيادة الفجوات الاجتماعية، فقدان الهوية الثقافية، والاستغلال الاقتصادي.

ما هي آثار العولمة على الطفل؟

 هناك الكثير من الآثار السلبية للعولمة على الطفل، نذكر أبرزها فيما يلي:

·         فقدان الطفولة: حيث أصبح الطفل مشوش، فعملت التكنولوجيا على إلغاء الحدود بين عالم الطفولة والبلوغ، وأصبح يقلد نماذج سلوكية لا تناسب سنه وجيله.

·         الانطواء والعزلة الاجتماعية: برغم من أن الشبكة العنكبوتية تعج بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا انها تضع الأطفال في عزلة اجتماعية بعيدة تماماً عن الواقع. وتفقدهم الكثير من المهارات الاجتماعية والمعرفية والتعليمية.

·        نشر ثقافة العنف: تروج وسائل الاعلام المختلفة الى العنف سواء كان بشكل واضح أو خفي، وتستخدم العنف بشكل مفرط، بدءاً من الأفلام الالكترونية، المسلسلات، الأخبار، حتى الألعاب الإلكترونية وغيرها.

·        انتشار التحرش والاستغلال الجنسي للأطفال: في ظل غياب الوعي المجتمعي وتراجع دور الأسرة في التوجيه ورقابة الأبناء، واستخدام الأطفال بشكل يومي للإنترنت ولساعات طويلة، أصبح الأطفال عرضة لتعرض للمحتوى الجنسي ووقوعهم ضحايا للاعتداء الجنسي.


آثار العولمة على الطفل

العولمة ظاهرة عالمية تؤثر في مختلف جوانب الحياة، ولا سيما على الأطفال، الذين يتأثرون بشكل مباشر وغير مباشر بتيارات التغيير الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. إليك أبرز آثار العولمة على الطفل:


1. التأثيرات الإيجابية

  • توسيع آفاق المعرفة
    بفضل وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة، يمكن للأطفال الوصول إلى كم هائل من المعلومات والثقافات المختلفة، مما يعزز من وعيهم وتفتح أذهانهم.

  • التعليم والتكنولوجيا
    توفر العولمة فرصًا أكبر للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، مما يمكن الأطفال في مناطق نائية من الحصول على تعليم جيد.

  • التبادل الثقافي
    يتعرف الطفل على ثقافات متعددة، مما يعزز التسامح والتفاهم بين الشعوب.


2. التأثيرات السلبية

  • فقدان الهوية الثقافية
    قد يؤدي تعرض الأطفال لثقافات غربية أو عالمية دون توازن إلى تراجع الارتباط بالثقافة المحلية والتراث.

  • التعرض لمحتوى غير ملائم
    عبر الإنترنت ووسائل الإعلام العالمية، قد يتعرض الطفل لمواد غير مناسبة لأعمارهم، مما يؤثر على سلوكهم وقيمهم.

  • الضغط الاقتصادي والاجتماعي
    قد تؤدي العولمة إلى تغييرات في نمط الحياة وضغوط اقتصادية تؤثر على الأسرة والطفل، مثل زيادة أعباء العمل للأهل أو تغييرات في البنية الأسرية.

  • الاستغلال التجاري
    تستخدم بعض الشركات منتجات وخدمات موجهة للأطفال بهدف الربح، مما قد يؤثر على سلوكهم واستهلاكهم.


3. دور الأسرة والمجتمع

  • يجب على الأسرة والمجتمع التوازن بين فوائد العولمة ومخاطرها، من خلال توعية الأطفال بقيمهم الثقافية وتعليمهم كيفية التعامل مع التغيرات الحديثة.

  • تشجيع الأطفال على استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي وواعي.



وختاماً، لتنشئة الطفل تنشئة سوية، يجب تضافر كل الجهود أفراد ومؤسسات ومجتمعات، من أجل بناء جيل سليم وسوي، قادر على أن يبني مجتمع حضاري وراقي.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -