خير جليس في الزمان الكتابُ
ويبقى الكتاب أفضل من التهافت على مواقع التواصل الاجتماعية، والقنوات الفضائية المرئية والمسموعة، وأفضل من وسائل العولمة التي غزت العالم للسيطرة على ثروات الشعوب.
لم يندم المرء على اتخاذه الكتاب أنيس وجليس، وكما قال أبو الطيب المتنبي:
أعزُّ مكان في الدُّنى سرجٌ سابح *** وخيرُ جليس في الزمان كتابُ
بالطبع! إليكم شرحًا عن أهمية الكتاب كجليس:
📖 أهمية الكتاب كجليس
الكتاب يُعتبر من أفضل الأصدقاء وأوفى الرفقاء في حياة الإنسان، لما له من تأثير كبير على العقل والروح. وفيما يلي أهم الأسباب التي تجعل الكتاب خير جليس:
1. مصدر للمعرفة والثقافة
الكتاب ينقل عبر صفحاته العلم والخبرات والتجارب البشرية التي تُثري عقل القارئ وتوسع مداركه، مما يساعده على فهم العالم من حوله.
2. مرافق دائم لا يترك صاحبه
على عكس الأصدقاء البشر، لا يتخلى الكتاب عن قارئه مهما كانت الظروف، فهو رفيق ثابت في الأوقات السعيدة والحزينة، في الوحدة أو السفر.
3. تغذية الروح والعقل
القراءة تعزز التفكير النقدي، وتحفز الإبداع، وتمنح الإنسان فرصة للتأمل والتفكير في قضايا الحياة بعمق.
4. مواجهة الوحدة والشعور بالعزلة
الكتاب يخلق عالماً من الشخصيات والقصص والأفكار التي تجعل القارئ يشعر بصحبة لا تنقطع، ويكسر حاجز الوحدة.
5. توسيع الأفق الثقافي والاجتماعي
من خلال الكتب، يمكن للإنسان التعرف على ثقافات مختلفة، وتاريخ الأمم، وفلسفات متنوعة، ما يجعله أكثر تفهمًا وتسامحًا.
6. تطوير الذات وتنمية المهارات
الكتب التعليمية والتطويرية تساعد في تحسين المهارات الشخصية والمهنية، مما يؤهل الفرد لتحقيق نجاح أكبر في حياته.
🌟 خلاصة:
الكتاب ليس مجرد أوراق مطبوعة، بل هو صديق وفيلسوف ومُعلّم، يصاحب الإنسان طوال حياته، يُعينه على النمو والتطور، ويمنحه القوة في مواجهة تحديات الحياة.
الكتاب الصاحب الذي لا يمل، والأنيس الذي لا يسأم، والصديق الذي لا يخون. هو الكنز الذي لا ينفذ، ولا تخشى عليه من السرقة واللصوص. وعلى مر التاريخ، حافظ الكتاب على أن يظل مستودع أفكار الانسان، ويحوي بين سطوره روح المؤلف سواء كانت صالحة أو شريرة، أو كانت أفكاره سطحية أو عميقة. دائماً ما يعبر الكتاب عن خبرة وتجارب طويلة، وفلسفة عميقة ومعرفة كبيرة وثقافة واسعة ومنطق سليم، جميعها تؤثر في القارئ وتسيطر عليه وتخاطب عقله ووجدانه ومشاعره.يبدأ تدمير الحضارات في ابعاد أهلها عن القراءة، وتكمن أهمية الكتاب والقراءة في نشر الثقافة و التوجيه والمعرفة والعلم، إذ أن المجتمع القارئ مجتمع مثقف لا يمكن هزيمته بسهولة فقد قال راي برادبري: " ليس عليك ان تحرق الكتب لتدمر حضارة فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها ويكن ذلك."
في هذه الأوقات العصيبة ، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، تضاءلت الحاجة إلى قراءة الكتب كثيرًا ، والآن لا يقرأ هذا الجيل الكتب ، بل يحصل على المعلومات التي يريدها بسرعة البرق عبر جوجل أو يوتيوب. يحب القراءة لأنها أشبه بالوجبات السريعة أو الوجبات السريعة ، لكن الكتب لا تزال تحتل مكانتها وروعتها في العالم. أينما ذهبوا ، يحتفظون بكتبهم في حقائبهم ، وأثناء انتظارهم ، لا يضيعون الوقت بالنميمة ، بل بالقراءة. لا يتأثرون بوسائل التواصل الاجتماعي ، التي يبدو أنها اخترعت لإبقاء بلد ما مشغولاً. اقرأ عن القراءة واستخدامها بطريقة سيئة. إنها تضر أكثر مما تنفع. اليوم ، تمتلئ المحاكم بقضايا وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مستنقع.
عزيزي القارئ، لا تحكم على الكتاب من شكله وغلافه بل انظر إلى محتواه؛ فربما كان الغلاف لا علاقة له بفحوى الكتاب، وكثير من الكتب المترامية في المكتبات قديمة ومهترئة وفي داخلها الكثير من المعارف التي تثري العقول والقلوب، وتحارب الجهل والتخلف، وتنير دربك بالمعروفة والتسلح بالعلم، وتمثل نهضة فكرية شاملة.لذلك احرص على قراءة الكتب بطريقة جيدة، قراءة متفحصة ومتأنية، تمعن جيداً في العبارات وضع تحت العبارات المهمة خطوط. حاول استنفاد كل ما في الكتاب، وفكر فيما تقرأه؛ فما تقرأه لا يصبح ملكاً لك إلا حينما تفكر فيه، وتميز بين الكتب الجيدة والرديئة؛ فهناك الكثير من الكتب الممتازة والقارئ الجيد يدرك ما يقرأه ويفهمه.
ضع تعليق محفز وشكرا